الاثنين، 18 مايو 2009

هل التغذية ضرورية لطفل التوحد ؟؟

هل التغذية ضرورية للطفل التوحدي
ان العلاقة وثيقة جداً بين أطفال التوحد والغذاء وذلك من عدة جوانب:
§ هناك عناصر غذائية يحتاجونها اكثر من غيرهم فلابد من توفيرها في غذائهم.
§ وعناصر اخرى لابد من خلو غذائهم منها فلابد من نزعها من الغذاء أو إعطائهم بديلاً عن ذلك الغذاء بحيث لا يحتوي هذه العناصر
وفي كلتا الحالتين لابد من توفير غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية لضمان النمو السليم للطفل، إضافة إلى إن أطفال التوحد يحتاجون إلى عناية خاصة في طريقة تقديم الطعام لهم بحيث يتم إعطاؤهم المفيد وتجنبهم الضار ولو كان بخلاف رغبتهم مع المحافظة على استقرارهم النفسي.
يعرف العاملون في مجال التوحد أن النسبة تزداد سنة بعد أخرى. إن أساس الإصابة تحدث في المخيخ وهو مركز التحكم في الجسم فتحدث كل التأثيرات والإعراض التي نشاهدها بسبب التأثير السيئ على تلك المنطقة، والغذاء من أكثر المؤثرات على هذه المنطقة.
الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين أو الكازين وتأثيرهما على اطفال التوحد
ان الكازين والجلوتين هما بروتينات يتحللان إلى المركبات الأساسية للبروتينات والتي تسمى الأحماض الامينية لدى الأصحاء، ويوجد الكازين في الحليب ومشتقاته ويوجد الجلوتين في بعض الحبوب مثل القمح والشوفان والشعير ومنتجاتها كالسميد ونشأ الحلويات والأغذية المحتوية عليها كالمعجنات والبروستد وكثير من المواد المعلبة. هناك أغذية تحتوي على الكازين بنسبة ضئيلة مثل الزبدة فيمكن الاستعاضة عنها بالسمنة لعدم احتوائها على الكازين. المشكلة تكمن في ان الكازين والجلوتين لا يتحللان عند اطفال التوحد فتتراكم هذه المركبات الروتينية وتؤدي إلى إضرار بالجهاز العصبي واضطراب السلوك ونمو غير سليم للمخ حيث لا يحصل على بعض الأحماض الامينية لهذا يجب تجنب تلك الأغذية مدى الحياة. وهناك تأثيرات أخرى مثل ضعف الاستجابة والتنفس واضطراب ضربات القلب لهذا يحس الشخص المصاب بالتوحد بالدوار كما يتم التأثير على مراكز الإحساس بالألم فتضعف تلك المراكز. بل أن هذه المواد قد تتراكم بشكل كبير وتؤدي إلى ما يسمى بالتسمم أوقد تتحول إلى مركبات مخدرة يدمن الشخص عليها ، لهذا قد يكون لدى البعض رغبة شديدة تشبه الوحم لتناول الأغذية المحتوية على هذه البروتينات فتجد الشخص يحب الحليب أو القمح ومنتجاته .
لا تقارن طفلك بالآخرين
هناك مواد غذائية لها تأثيرات على البعض وغير مؤثرة على آخرين فمثلاً التفاح والحمضيات والشوكولاته وأحيانا بعض أدوية الصداع وتخفيف الألم هذه المواد لها تأثيرات سلبية على البعض فإن ثبت للأسرة هذه التأثيرات فيجب تجنبها.
الحساسية
بعض الأمهات يعتقدن إن مواد غذائية معينة تفاقم مشكلة التوحد وذلك لظهور تبقعات حمراء على الجلد وللتأكد من الأغذية التي تسببها يمكن وقف إعطاء الطفل تلك المادة الغذائية ومراقبة الأعراض فإن زالت فمعناه إن تلك المادة هي المسببة للحساسية ولكن ماذا لو كان الغذاء عبارة عن مرقة خضار؟ في هذه الحالة يمكن استبعاد كل الخضار المشكوك فيها وبعد عدة أسابيع أي بعد زوال أعراض الحساسية يبدأ إعطاء الطفل نوعاً واحداً من هذه الخضار لمدة أسبوعين دون تغيير في غذائه الأخر وتلاحظ الإعراض فإن ظهرت الإعراض فيتم منع هذه المادة الغذائية وان لم تظهر إعراض يتم إعطاؤه النوع الأخر من الخضار لمدة أسبوعين مع إمكانية استمرار النوع الأول مادام لا يسبب الحساسية وهكذا.
ما هو البديل للحصول على مادة الكالسيوم الموجودة في الحليب
الحليب المصنع من مصادر نباتية مثل حليب الصويا وحليب الأرز وهناك حليب خال من الكازين متوفر في الصيدليات. ويمكن الحصول على الكالسيوم والحديد من أغذية أخرى غنية بهما مثل اللحوم والخضار الورقية ويمكن إن يتم إضافتهما للغذاء وإعطاء الطفل شراباً أو حبوباً حسب العمر لتغطي احتياجاته من هذه المعادن والفيتامينات.
الفيتامينات والمعادن الضرورية
ان فيتامين "ج" مهم للجميع فهو مهم لبعض التفاعلات الكيميائية الضرورية في الجسم وهو مهم بشكل اخص لأطفال التوحد ومثله كذلك فيتامين "أ" والمغنيسيوم والكالسيوم فحمض الاسكوريك (فيتامين ج) او (C) يوجد في الفواكه الحمضية والفلفل الأخضر والجوافة ولكن بعض الأغذية قد تسبب مشكلات أخرى مثل الحمضيات لهذا لابد من إعطاء الطفل فيتامين "ج" إضافي على هيئة بودر أو حبوب. وبالنسبة لفيتامين "أ" يوجد في الكبد وزيت السمك وزيت كبد الحوت ويمكن أخذه على هيئة كبسولات تقاس بالميكرو جرام أو الوحدات الدولية. أما بالنسبة للمغنيسيوم فيمكن إعطاؤه عن طريق الحقن أو حبوب والكالسيوم فيمكن العناية بتناول بعض الخضراوات الورقية الغنية به كالسبانخ ويمكن أن يكون ضمن مجموعة معادن على هيئة حبوب. وفيتامين (ب6) لأهميته لنمو وعمل المخ والجهاز العصبي المركزي .
كيفية تطبيق الحمية
أن مرحلة تطبيق الحمية هي المشكلة الحقيقية إمام الأبوين فليس من السهل منع الطفل من اغذية معينة او اعطائه أغذية أخرى وما أحب إن انصح به الأبوين أن يتأكدوا أولا من نسبة البيتيدات في البول باستخدام الاختبار المذكور ومنه يمكن معرفة الحاجة إلى تقليص أغذية معينة دون أخرى، بالرغم من سهولة إيقاف الأغذية المحتوية على الحليب إلا إن إيقاف الأغذية المحتوية على جلوتين اصعب وهذا مخالف لما قد يظنه البعض لماذا؟ لأن كثيراً من الأغذية فيها حبوب إما بشكل أساسي أو بشكل إضافي لتحسين الطعم، فإن تحرم طفلك من غذاء يوجد على السفرة بشكل دائم ارى إن في ذلك صعوبة والأمر الأكثر أهمية أن خطر الحلوتين أكثر من خطر الكازين إذا تراكم في الدم ، ولا ننسى أن الأطفال يختلفون في مستوى حساسيتهم للأغذية وأن التأثيرات السلبية قد تستمر لفترة طويلة تصل إلى عدة شهور بعد إيقاف الحلوتين فلا تتوقعي عزيزتي الأم إن تري النتائج في وقت سريع. عندما تحدد الأغذية التي يجب تجنبها فإن الطفل الأكبر سناً والذي يتناول أغذية مختلفة سيتأثر نفسياً وقد يكون لديه نوع من القلق والذي قد بصحبه بكاء شديد وتكرار التبول والتبرز والحكة ويجب على الأبوين المواصلة في برنامج التغذية دون النظر إلى هذه الأمور لأنها تعتبر مؤشراً جيداً نحو التصحيح ولا انصح بوقف مصادر الكازين والجلوتين دفعة واحدة لكن ارى وقف مصادر الكاوين أولا ثم التدرج في وقف مصادر الجلوتين لان بعض الأسر يترددون اصلاً في قبول التشخيص ربما لعدم وضوحه تماماً ولكن اختبار الببتيدات في البول مؤشر قوي يجب أخذه في الاعتبار ، وبعض الاسر لاتتحمل رفض الطفل لذلك الغذاء الذي يختلف عن غذاء . إن اتباع حمية صحيحة لفترة مناسبة تعطي نتائج جيدة ولكن وقف هذه الحمية يؤدي الى نكسة نفسية للطفل فقد تكون الاعراض اكثر شدة من ذي قبل اي قبل اتباع الحمية ويكون السلوك اشد ظهوراً فيكون هناك انين وبكاء متقطع دون سبب وخمول وكسل بحيث لايعبأ بأحد وقد تزداد مرات التبول والتبرز غير الارادي بل قد يصاحب ذلك آلآم بالذات في البطن.
فلا بد من المواصلة في البرنامج لأن التراجع يؤدي الى الانتكاسة التي يصعب علاجها لارتباط بعض المواقف غير المرغوبة في ذهن الطفل ولهذا سيكون رفضه هذه المرة اكبر مادام هذا الرفض سيؤدي الى تراجع قرار الاسرة.
عمل الطالبة منار الوقداني
المراجع :
التوحد (الخصائص والعلاج)
الدكتور/إبراهيم الزريقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق